وكان لصـــــــــــــــا.........
وكان لصـــــــــــــــا.........
انقشعت الغُمة وعاد عباس يتنفس هواء الحرية من جديد وقال فى اعماق نفسه.. الحياة من غير حرية موت ، تنحرق السجون او تذهب الى الجحيم بدون رجعة ، واقسم فى نفسه ان لا يعود للسجن مرة اخرى .. واخذته قدماه الى طريق طويل ، حيث وقف بغتة يسائل النفس .. من اين ستأكل يا عباس ، وكيف لك شراء ثياب جديدة بدلا من هذه البالية..؟ وشراب البوظة .. كم اشتاق لهذا الشراب اللعين من يوم فارقته الى السجن.. وكم الشوق لنعيمة صبابة ..تلك الساقطة اللعوب ، صاحبة الأحضان الدافئة الزائفة ، والتى لم تعرف الحب عمرها، وندت عنه ضحكة ساخرة عندما تذكرها..إن كل ما يربطها به ، ورقة ماليه ، تصبح بعدها بين يديه كجارية بعثت من ظلمات التاريخ ، ترقص وتترنح وتتدلل وتهبه ما يشاء منهاكأنها عاشقة متيمة بفحولته ، الى ان تنتهى مفعول الورقة المالية ، تعود وكأنها لم تعرفه قبل ذلك .. وكأنها لم ترقص اوتترنح او تتدلل عليه قبل ذلك ، ملعونة تلك النعيمة ، ولكن لا غنى عنها، فالحياة بقسوتها تحتاج لكثير من هذه النعيمة ، ولكن كل هذا يحتاج لمال .. مال كثير ، الثياب والبوظة والنعيمة، اتتسول وانت لا تتقن حرفة فى هذا العالم الأغبر سوى السرقة .. يا الطاف الله ، وسار فى طريقه ضارباكفا بكف وهو يلعن حظه فى الدنيا، وبلعن معه الظروف وابوه .. هذا الأب والمفترض ان يكون قدوة حسنة لأبنه الوحيد .. انه السبب فيما هو فيه الأن .. لقد كان مثله ..لص واورثه مهنة اللصوصية .. ورفض ان يلحقه بالمدرسه .. رفض ان يعلمه .. وقال يومها وهو يشمله بنظرة قاسية ختمها بضحكة كريهه .. ستتعلم معى فى جامعة الحياة ياعباس ، وهى ارقى الجامعات ، وبنفسى سأمنحك الدكتوراه ، ولم يفهم وقتها فحوى كلامه .. لم يعرف انه سيلحقه بعالمه الحقير، وابتسم ساخرا وهو يذكر اول عملية قام بها.. كان وقتها فى التاسعة من عمره .. وفى احد محلات بيع المواد الغذائية ، اتفق معه ابوه ان ينتظر بالخارج حتى يسمع صوت شجاره مع صاحب المحل ، ويدخل وكأنه عميل ليتسلل الى الدرج المخصص بوضع ايرادات البيع ، ويجمع ما يمكن جمعه قبل ان ينتهى الشجار ، كان ابوه لصا خائبا.. لم يرقى الى السرقات الكبيرة .. وعاش حياته لصا خائيا ، ومات شحاذا.. اما هو فقد طور من نفسه وابتكر اساليب جديدة فى السرقة .. فكان يعمل خادما فى بيوت الأثرياء ، حتى يدرس المكان جيدا، ثم يستقيل ولا يفكر فى سرقته إلا بعد مرور ثلاث شهور.. حتى يكون قد نسوه من فى البيت جميعا، وكان يعمل سائقا، عندماكان يحتاج لسياره فى احد عملياته ، وقد وصل به عقله ان التحق يوما بوظيفة عامل نظافة فى احد الفنادق الراقية ، ومن خلال تواجده ، درس البرنامج اليومى لثرية عجوز تقيم فيه ، واستطاع ان يزور غرفتها وهى تتناول العشاء فى مطعم الفندق ، وخرج من هذه الزيارة بمبلغ ضخم ،اخفاه بين الأوانى المهملة فى مطبخ الفندق ، ولم يترك عمله إلا بعد شهرا كاملا من زيارته لغرفة العجوز..ولم يكتشف امره .. وكان الصيف بالنسبة له موسم .. فيذهب مع زميل له فى المهنة ، للعمل كمنقذ من حوادث الغرق التى تحدث على الشواطئ ، وهناك يقوم بزيارة الكبائن المقيمة على البلاجات .. او اثناء اقامة حفلات السمر ليلا بين المصطافين.. حيث يقوم بدور خادم الحفل .. انه تاريخ طويل ، وحيل كثيرة ، واموال كثيرة اكتسبها من هذه المهنة ، ولكنها كما تجئ كما تذهب ، مبذر.. مُصرف الى حد السفه .. ثياب من افخر الأنواع .. خمر.. نعيمة ، كانت فى يده اموال كثيره.. نصفها ذهب لأجل نعيمة وحدها.. صاحبة الأحضان الدافئة الزائفة .
وامتد بصره الى الخلاء فى نظرة بائسة تنم عن امل مفقود.. وابتسم في نفسه وهو يتذكر هذا الطموح الذى تملك منه يوما .. طموح بأن يُكون شكل جديد فى عالم الإجرام .. يقوم على اسس ومبادئ ونظام ، ولتكن اول مافيا عربية تكون زعيمها انت ياعباس .. ولكن بشرط العدالة ، فلا ظلم ولا عدوان بدون وجه حق ، ستكون يد العدالة الإلهية، لاعدالة الحكومات الفاسدة .. ستكون ارسين لوبين ، وتعيد تنظيم الثروات، تلك الأموال الطائلة دون وجه حق ، ستكون رصاصة منك ايذانا بتغيير مسار حياة الكثير .. هؤلاء الذين لا قوى لهم ولا نصير مع اهل الدنيا، وقتها لن تكون مثار النظرات الحانقة.. ستكون بطل قومى وزعيم شعبى يُقسمون بحياته.. سيفكرون الف مرة هؤلاء النوع من اللصوص.. لصوص الخمس نجوم، الذين يسرقون شعبا.. لا افراد قبل اى تجاوز..والنتيجة محسومة بلا تردد.. رصاصة تخرج من مؤخرة رؤسهم ..وان كان حسابهم تأجل فى السماء ، فعباس سيعجل به فى الدنيا.. سيكون سيف الله المسلول ، ومنفذا لحكمه المؤجَل.. كنت ستراهن على حياتك من اجل هذالطموح .. فجمعت زملاء المهنة .. واستفضت فى تفسير نظريتك الجديدة واستعنت بالبراهين .. المافيا فى امربكا..إنها اقوى من الشرطة ..من الحكومة.. لماذا..؟..لأنهم متحدين .. منظمين ، يسيرون وفق قانون خاص بهم وتحت راية واحدة وزعيم يثقون فيه وفى قدراته .. صدقونى سنكون اقوى وستتبدل الأحوال .. كل ما هناك ان تقوى العزيمة ويُطرد الخوف والجبن من حياتنا ، وقتها سيكون اقل واحدا فيكم فى منزلة وزير بكل هيبته وثروته ، صدقونى .. ولم يصدقك احد ياعباس..بل تجلت فى اعينهم نظرات خوف وشفقه فى ان يكون مسك شئ من الجنون ، كانوا جبناء.. وفضلوا ان يكونوا لصوص خائبة ،كأبوك .. هذا اللص الخائب ، انك تعرف هذا النوع جيدا.. سيعشون كما عاش ابوك وينتهون شحاذين ، وما انت يا عباس بينهم.. ؟ انك لن تستطيع ان تقيم مافيا بمفردك .. وانطفأت شرارة طموحك الغريب .. وذبت رويدا رويدا معه ، واكتفيت بالتطوير واستخدام اساليب لم تكن قد استُخدمت من قبل فى المهنة .. ولِما تبخس من قدرك يارجل..؟.. فالتطوير الذى ادخلته ، اصبح منهجا واتبعوه الكثير ممن دخلوا المهنة فيما بعد .. لقد اصبحت استاذا ورائدا فى مهنتك .. او لايكفيك نظرة الإعجاب من شباب اللصوص الجدد.. او لايكفيك انهم يرجعون اليك فى رسم خططهم ووضع توقيعك عليها ايذانا بنجاحها.. وابتسم من كل قلبه وتجمعت الدماء فى وجهه .. عندماتذكر انه رائدا فى مهنته ... وافاق من نهر الزكريات عندما ترامت اصوات من بعيدة وهى تركب الباص ، واستقل الذى جاء بعده متجها الى بيته،
وامتد بصره الى الخلاء فى نظرة بائسة تنم عن امل مفقود.. وابتسم في نفسه وهو يتذكر هذا الطموح الذى تملك منه يوما .. طموح بأن يُكون شكل جديد فى عالم الإجرام .. يقوم على اسس ومبادئ ونظام ، ولتكن اول مافيا عربية تكون زعيمها انت ياعباس .. ولكن بشرط العدالة ، فلا ظلم ولا عدوان بدون وجه حق ، ستكون يد العدالة الإلهية، لاعدالة الحكومات الفاسدة .. ستكون ارسين لوبين ، وتعيد تنظيم الثروات، تلك الأموال الطائلة دون وجه حق ، ستكون رصاصة منك ايذانا بتغيير مسار حياة الكثير .. هؤلاء الذين لا قوى لهم ولا نصير مع اهل الدنيا، وقتها لن تكون مثار النظرات الحانقة.. ستكون بطل قومى وزعيم شعبى يُقسمون بحياته.. سيفكرون الف مرة هؤلاء النوع من اللصوص.. لصوص الخمس نجوم، الذين يسرقون شعبا.. لا افراد قبل اى تجاوز..والنتيجة محسومة بلا تردد.. رصاصة تخرج من مؤخرة رؤسهم ..وان كان حسابهم تأجل فى السماء ، فعباس سيعجل به فى الدنيا.. سيكون سيف الله المسلول ، ومنفذا لحكمه المؤجَل.. كنت ستراهن على حياتك من اجل هذالطموح .. فجمعت زملاء المهنة .. واستفضت فى تفسير نظريتك الجديدة واستعنت بالبراهين .. المافيا فى امربكا..إنها اقوى من الشرطة ..من الحكومة.. لماذا..؟..لأنهم متحدين .. منظمين ، يسيرون وفق قانون خاص بهم وتحت راية واحدة وزعيم يثقون فيه وفى قدراته .. صدقونى سنكون اقوى وستتبدل الأحوال .. كل ما هناك ان تقوى العزيمة ويُطرد الخوف والجبن من حياتنا ، وقتها سيكون اقل واحدا فيكم فى منزلة وزير بكل هيبته وثروته ، صدقونى .. ولم يصدقك احد ياعباس..بل تجلت فى اعينهم نظرات خوف وشفقه فى ان يكون مسك شئ من الجنون ، كانوا جبناء.. وفضلوا ان يكونوا لصوص خائبة ،كأبوك .. هذا اللص الخائب ، انك تعرف هذا النوع جيدا.. سيعشون كما عاش ابوك وينتهون شحاذين ، وما انت يا عباس بينهم.. ؟ انك لن تستطيع ان تقيم مافيا بمفردك .. وانطفأت شرارة طموحك الغريب .. وذبت رويدا رويدا معه ، واكتفيت بالتطوير واستخدام اساليب لم تكن قد استُخدمت من قبل فى المهنة .. ولِما تبخس من قدرك يارجل..؟.. فالتطوير الذى ادخلته ، اصبح منهجا واتبعوه الكثير ممن دخلوا المهنة فيما بعد .. لقد اصبحت استاذا ورائدا فى مهنتك .. او لايكفيك نظرة الإعجاب من شباب اللصوص الجدد.. او لايكفيك انهم يرجعون اليك فى رسم خططهم ووضع توقيعك عليها ايذانا بنجاحها.. وابتسم من كل قلبه وتجمعت الدماء فى وجهه .. عندماتذكر انه رائدا فى مهنته ... وافاق من نهر الزكريات عندما ترامت اصوات من بعيدة وهى تركب الباص ، واستقل الذى جاء بعده متجها الى بيته،
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى